بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
التبادل الاعلاني
المعداوى للعلوم
الفونيمات فوق التركيبية في سور ةالواقعة أ د. عطية سليمان أحمد الجزء الأول

الإثنين 14 يونيو 2010 - 5:39 من طرف المشرف العام

بسم الله الرحمن الرحيم
الفونيمات فوق التركيبية في سورة الواقعة
تقديم:الحمد لله رب العالمين الذي هدانا إلي أن نقتبس النور من كتابه الكريم فهو نور كل نور
وبعد ،فإن القارئ للقرآن الكريم يشعر بنوع من الانسجام الصوتي بين آياته،من خلال نغم خفي يشعر به ولا يعرف مصدره،ولا يدري هل من سجع هذا أو وزن وقافية ، أو من ماذا ؟
قد يفيدنا السير وراء قضية الفونيمات فوق التركيبية بأن تهدينا إلي سبب هذا النغم أو الانسجام الصوتي . ولهذا رأيت أن من الضروري في دراسة هذه القضية واستجلاء أمرها أن نطبق ذلك من خلال سورة الواقعة لنري كيف يتحقق هذا الانسجام ، وما أسبابه؟
النغم الخفي :
إن الانسجام الصوتي في القرآن الكريم لم يأت من الوزن ولا القافية ولا السجع ؛ لأنه ليس شعراً، وليس نثراً ،وبالجملة ليس قول بشر ، بل هو قول رب العالمين ،الذي علم البشر كيف ينطقون ،وكيف لا ؟ وهو خلقهم من قبل ولم يكونوا شيئا؟
وقد حار العلماء في سبب هذا النغم فقالوا : إنه جاء من اتحاد المقاطع، أو النبر ، أو اتفاق الفواصل ، أو من طول الجمل ، أو التناسق الدقيق بين اللفظ والمعني ، أو التناسق الصوتي الداخل في كل آية لتحقيق النغم الداخل مع التناسق الصوتي الموجود مع كل فاصلة، وأختها، ويسأل د.تمام حسان عن هذا النغم الخفي قائلا تحت عنوان ( تأملات في القيم الصوتية في القرآن الكريم) : "نعني بالقيم الصوتية تلك الخصائص التي تتمايز بواسطتها الأصوات ويتعلق بها نوع من المعاني يسمي المعاني الطبيعية ، التي لا يوصف آثارها بأنها عرفية ولا ذهنية ؛لأنها في الواقع مؤثرات سمعية انطباعية ذات وقع علي الوجدان ، تدركها المعرفة،ولا تحيط بها الصفة ، فمثل تأثيرها في الوجدان السامع مثل النغمة الموسيقية تطرب لها ثم لا تستطيع أن تقول لم طربت؟ (1)
هذا القول للدكتور تمام حسان جعلنا نعيد النظر في مصدر الانسجام الصوتي في القرآن الكريم الذي نحس به ولا ندرك من أين يأتي . هل هو من المصادر التي أشار إليها أو من الفونيمات الثانوية (فوق التركيبية) أو من الفونيمات الأساسية ، كل هذا وذاك كان موضع اهتمامي في هذه الدراسة .
وقد قسمت البحث علي قسمين :
الأول في دراسة الفونيمات الثانوية .ويشمل فونيمين : المقطع – النبر .
والثاني دراسة تطبيقية للظواهر الفونيمية في سورة الواقعة : ( المقطع والنبر)،
وهذا القسم الثاني كان هدف البحث، ومجال التطبيق علي تلك الحقائق المعطاة من الفونيمات الثانوية؛ لنري إلي أى مدي تحقق هذا التنغيم الانسجام الصوتي في آيات القرآن الكريم.
والله نسأل أن يوفقنا إلي ما يحب ويرضي .
د. عطية سليمان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- البيان في روائع القرآن ، د. تمام حسان ، عالم الكتب القاهرة 1993م.
الباب الأول
الفونيم : الفصل الأول :الفونيم وأنواعه
الفصل الثاني :الفونيمات فوق التركيبية
الفصل الأول
الفونيم وأنواعه
إن الكلام الذي ننطق به يحتوي علي تيار مستمر من الأًصوات ،ولا تنفصل الأصوات أو الكلمات الواحدة عن الأخرى عن طريق التوقف أثناء الكلام ، ولكن كلا منهما يجب أن يستخلص من كم متصل ، ومن الممكن أن نقسم الوحدات الصوتية إلي :
الفونيم :Phoneme وهو الوحدة المتميزة الصغرى التي يمكن تجزيء سلسلة التعبير إليها . وباعتباره أصغر الوحدات الصوتية يمكن العمل عليها في إطار تحليل سلسلة التعبير للوصول إلي مكونات تلك السلسلة ، ومعرفة مصدر النغم وسر الانسجام الموجود في أصوات السلسلة التعبيرية .
لقد انبثقت نظرية الفونيم من ملاحظة كيفيات النطق المختلفة ، ووظائف الأصوات المتنوعة ، ومن محاولة وضع ألفبائيات للغات المختلفة(1) لقد كان هم هؤلاء وضع الأبجديات المختلفة ، كما هو الحال في أنظمة الكتابة في اللغات السنسكريتية والإغريقية، أي تحويل الصوت المنطوق إلي رمز مكتوب ،وهذا يعني محاولتهم تفصيل السلسلة الكلامية إلي أجزاء ومقاطع بوضع مقابل لكل منطوق في شكل مكتوب يمكن استدعاء ذلك المنطوق عن طريق المكتوب ، وبذلك يكون قد تم تحليل الأصوات المنطوقة إلي مجموعة رموز مكتوبة تكون بعد ذلك الألفية أو الأبجدية الخاصة بتلك اللغة ، ومن هنا جاءت فكرة الفونيم كرمز مكتوب يعبر عن صوت منطوق ،ولكن هذا الفونيم الذي نظن أنه صوت واحد هو في الحقيقة غير ذلك ( فإن السين في كلمة سماء تختلف من ناحية الصفة عنها في كلمة (سطاء) مثلا فهي في الثانية ذات قيمة تفخيمية ، ليست في الأولي، ومع ذلك فإننا نسمي كل واحدة منها سينا، ونرمز لها في الكتابة برمز واحد، كما نرمز لأصوات النون المختلفة فيما مضي برمز واحد في الكتابة كذلك " هذه الأصوات المختلفة ،التي يعبر عنها في الكتابة برمز واحد ،ولا تستخدم في اللغة للتفريق بين المعاني المختلفة ، هي ما يطلق عليه اسم (فونيم) Phoneme وحدة صوتية/عائلة صوتية(2) .
الفرق بين الصوت والحرف :
يقول د. رمضان عبد التواب عن الفونيم ( وفي إمكاننا نحن أن نطلق عليه اسم (حرف) مقصود به الرمز الكتابي ، ونعمل بذلك علي التفريق بين الاصطلاحين (صوت)و(حرف). فالصوت هو ذلك الذي نسمعه ونحسه ، أما الحرف فهو ذلك الرمز الكتابي الذي يتخذ وسيلة منظورة للتعبير عن صوت معين ، أو مجموعة من الأصوات لا يؤدي تبادلها في الكلمة إلي اختلاف المعني (3)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- دراسة الصوت اللغوي،د. أحمد مختار عمر،عالم الكتب القاهرة.ط2 سنة1981 صــ144 .
2- المدخل إلي علم اللغة، د.رمضان عبد التواب والخانجي ، القاهرة ط1 سنة 1982 . صــ 83 .
3- المدخل إلي علم اللغة. صــ 84.
إذن الفرق كما يقول د. تمام حسان(هو فرق ما بين العمل والنظر ، أو بين المثال والباب ، أو بين أحد المفردات، والقسم الذي يقع فيه ، فالصوت عملية تطبيقية تدخل في تجارب الحواس،وعلي الأخص السمع والبصر ، يؤديه الجهاز النطقي حين أدائه ،أما الحرف فهو عنوان مجموعة من الأصوات ، يجمعها نسب معين ، فهو فكرة عقلية عضلية،وإذا كان الصوت مما يجده المتكلم فإن الحرف مما يوجد ه الباحث(1)وهذه التفرقة بين الصوت والحرف جعل الحرف مساوياً للاصطلاح الغربي فونيم ،والصوت مساوياً الألفون وهو أحد أفراد العائلة الفونيمية ، وهو الوجود الفعلي للفونيم .
تصور الفونيم للألفون
وهناك تصور للعلاقة بين الفونيم والألفون أي بين الرمز والصوت ، فالرمز الكتابي (الفونيم) هو الوسيلة الوحيدة لكتابة اللغة ، حيث يرمز إلي مجموعة من الأصوات المتشابهة، والتي يمكن أن تدرج تحت هذا الرمز ، أما التصور الآخر لهذه العلاقة فذلك الذي يعتبر الفونيم الأب الذي له عائلة كبيرة تحمل خصائص وصفات الأب ، ولكن مع وجود تمايز بين أفراد هذه العائلة حيث يتميز كل فرد من أبناء هذا الأب ببعض الخصائص التي تميزه عن أخيه .
ولو عدنا إلي ذلك الأب فلا نجد له وجوداً فعلياً،حيث هو مجموعة من الخصائص الصوتية التي لا يمكن النطق بها .(أي التحقيق الفعلي لهذا الأب كصوت) إلا من خلال أحد أبنائه ، أي من خلال سلسلة كلامية في إطار كلمة أو عبارة تحقق الوجود الفعلي لهذا الصوت . ويظهر لدينا في هذه الحالة – أحد أبنائه ، وليس الأب ، ومن هنا تعددت صور الأب (الفونيم) من خلال تعدد الصور التي ترد فيها من خلال السياقات اللانهائية التي ترد فيها ، ونتكلم بها، وتمثل كل صورة من هذه الصور أحد أبناء الفونيم وهو ما يسمي (بالألفون) .
لقد قال بهذا التصور دانيال جونزD.jones أن الفونيم عبارة عن عائلة من الأصوات في لغة معينة متشابهة الخصائص ، مستعملة بطريقة لا تسمح لأحد أعضائها أن يقع في كلمة في نفس السياق الصوتي الذي يقع فيه الآخر (2)؛ هذا لأن كل عضو يمثل فرداً مستقلاً في تلك العائلة التي فقدت أباها (الفونيم) .
ثم يذكر دانيال جونز سبب تسمية أحد أفراد العائلة رئيساً،حيث يرجع إلي :
1) كثرة ورود هذا العضو في الاستعمال اللغوي بصورة تفوق بقية الأعضاء .
2) كونه العضو الذي يستعمل وحده منعزلا عن السياق الفعلي .
3) كونه في الموقع المتوسط بين بقية الأعضاء (3) ،هذا التصور لدانيال جونز يشير إلي الصوت المنعزل عن السياق ، وهو أقرب ما يكون إلي الصوت الفعلي الذي يرد في السياق ،ويكون بعيداً إلي حد كبير عن تأثيرات السياق الذي سيوضع فيه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- اللغة بين الوصفية والمعيارية 13.
2 –D.JONES The phoneme,Its Nature and use,p.10,1962 .
3- D.JONES The phoneme, p,212
ثم يوضع هذا الفونيم أو الصوت في سياق يحدد خصائصه الجديدة إلي جانب خصائصه الأصلية . وبذلك يكون كما ذكر ماريو باي قابلا للتحليل ( قابلية الفونيم للتحليل والتجزئة إلي وحدات ألفونية ، حيث تشكل هذه التنوعات الصوتية المتشابهة وحدة الفونيم ، وعليها يتوقف استعمال كل منها أساسا علي موقعه في الكلمة وعلي الأصوات المجاورة (1)، وما ذكره ماريوباي من أن الفونيم قابل للتحليل بناء غلي موقعه في الكلمة والأصوات المجاورة له، قاله من قبل ابن جني بدون استخدام كلمة فونيم أو ألفون ، ولكن في إطار حديثه عن تنوعات الحركات بناء علي الأصوات التي تجاورها ،يقول ابن جني( باب في كمّية الحركات :أما ما في أيدي الناس في ظاهر الأمر فثلاث ،وهي الضمة والكسرة والفتحة ومحصولها علي الحقيقة ست ،وذلك أن بين كل حركتين حركة ،فالتي بين الفتحة والكسرة هي الفتحة قبل الألف الممالة؛نحو فتحة عين عالم وكاف كاتب ،فهذه حركة بين الفتحة والكسرة ؛ كما أن الألف التي بعدها بين الألف والياء ،والتي بين الفتحة والضمة هي التي قبل ألف التفخيم ؛نحو فتحة لام الصلاة والزكاة والحياة .وكذلك ألف قام وعاد ،والتي بين الكسرة والضمة ككسرة قاف قيل وسين سير فهذه الكسرة المشمة ضما . ومثلها الضمة المشمة كسرا كضمة قاف المنقر...ويدل علي أن هذه الحركات متعدات اعتداد سيبويه بألف الإمالة وألف التفخيم حرفين غير الألف المفتوح ما قبلها )(2) ،وهذا الكلام يفهم منه أن ابن جني يري الحركات تتغير بتغير الوسط ،أو البيئة الصوتية التي ترد فيها .
أنواع الفونيم
يقسم العلماء الفونيم إلي :
أولا: الفونيم التركيبي:وهو عبارة عن الوحدات الصوتية التي تكون جزءاً من أبسط صيغة لغوية ذات معني منعزلة عن السياق أو قل الفونيم الرئيسي هو ذلك العضو الذي يكون جزءاً أساسياً في الكلمة المنفردة ، كالباء والتاء . والألف والواو ، وهي تكون ما يسمي بجزيئات الكلام ؛ ولهذا توصف بأنها فونيمات جزيئية أو تركيبية علي اعتبار أن الكلام هو سلسلة كلامية ،أو مجري مستمر خلال زمن معين . وبناء علي هذا يمكن أن يجزأ المجري إلي فونيمات أو ألوفونات منفصلة (3).
ثانياً: الفونيم فوق التركيبي :
وهذه ظاهرة أو صفة صوتية ذات مغزي في الكلام المتصل ، وهو علي العكس من الفونيم التركيبي ، لا يكون جزءا من تركيب الكلمة ، وإنما يلاحظ فقط حين تضم كلمة إلي أخري أو حين تستعمل الكلمة الواحدة بصورة خاصة . وهي لذلك لا تظهر في الكتابة ، ولكن في النطق فقط ". ولأن الكلام امتداد متصل من التحركات التي تؤديها أعضاء النطق ، فإن التجزيء إلي علل متتابعة يبدو أمراً مصطنعاً علي الرغم من أنه ضروري وعملي لدراسة اللغة وتحليلها .
" وقد وجد في التحليل الدقيق ، وعن طريق التجريب أن الانتقالات من نطق الساكن إلي العلة التالية ، ومن العلة إلي الساكن التالي تعد من أهم المفاتيح التي يملكها السامع لمعرفة أي أصوات الكلام تنطق ، كما لاحظ العلماء أن المعني ليس مرتبطا بأصوات الكلام المنفصلة فحسب ، وإنما كذلك بالتجمع الصوتي ككل (4).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ أسس علم اللغة ماريوباي ترجمة د. مختار عمر عالم الكتب القاهرة 1982 صــ 88.
2 ، ـ الخصائص .ابن جني تحقيق محمد علي النجار الهيئة المصرية للكتاب القاهرة 1980ج3/122.
3 ـ أسس علم اللغة ماريوباي صــ92 . 4ـ دراسة الصوت اللغوي 186.
فنجد المتكلم ويجول في تلك المنطقة؛ وهي منطقة الانتقال من الساكن إلي العلة ، أو من العلة إلي الساكن . ويتم ذلك من خلال زيادة أصوات العلة أو تقصيرها أو الضغط عليها، وهي أشياء لا تدرك إلا بالاستماع إلي المتكلم ومعرفة طريقته في التعبير عما يريد .
ولهذا نجد أصحاب نظرية الفونيم يضمون إلي ما سموه بالفونيم التركيبي قسما آخر سموه بالفونيم فوق التركيبي ... وهي ملامح صوتية غير تركيبية مصاحبة تمتد عبر أطوال متنوعة ، وتكون الجزيء أو تتابع الجزيئات ، ويرمز لها عادة برموز إضافية خارج رموز الجزيئات التركيبية (1)
وقد سميت فونيمات لأنها تحمل رسائل لغوية ، ولها وظائف في داخل العملية الكلامية قد تؤدي إلي تحويل الكلمات من معانيها الأصلية إلي معان مغايرة ومخالفة للأًصل . ولهذا السبب أجد أن هذا الجانب من الفونيمات ( أي الفونيمات فوق التركيبية) جدير بالدراسة والتحليل ، وخصوصاً إذا أضفنا إلي ما سبق القيم الصوتية التي تنتج عند مراعاة تلك الفونيمات من حدوث انسجام صوتي ، وإصدار نغم يؤثر في النفس .
وهذه الصفة الأخيرة هي الخاصية المهمة للفونيمات فوق التركيبية، حيث تظهر في قراءة القرآن الكريم بوضوح ، ولهذا جاءت فكرة هذا البحث ،وهي محاولة دراسة الفونيمات فوق التركيبية في سورة الواقعة ،ومعرفة مصدر هذا الانسجام الصوتي، والنغم الخفي الموجود في هذه السورة بآياتها المختلفة .وهذه الفونيمات الفوق تركيبية تشمل ( النبر stress- النغمة tone – التنغيم intonation - المفصل juncture – الطول length وتمثل المقاطع الصوتية جزءاً من هذه المنظومة .
1 ـ دراسة الصوت اللغوي 186.
الفصل الثاني
الفونيمات فوق التركيبية
ونحاول هنا أن نتحدث بالتفصيل عن تلك الفونيمات :
المقــــاطع
يقول د. عبد الصبور شاهين في تعريفه المقطع Sad المقطع في تعريف واضح هو تأليف أصواتي بسيط، تتكون منه واحداً ، أو أكثر - كلمات اللغة – متفق مع إيقاع التنفس الطبيعي –ومع نظام اللغة في صوغ مفرداتها ، وهو تعريف مضينا إليه في كتابنا عن ( القراءات القرآنية)، ويقول ديفيد أبركرومبى عن المقطع ( هو نتاج الطريقة التي تعمل بها ميكانيكية تيار الهواء الرئوية ، وأساسه نبضة صدرية تركب عليها الحركات المخرجية المنتجة للمقطع ، وما يرتبط بها من حركات الطبق والأوتار الصوتية (1). وأحاول من خلال هذا التعريف من بين عشرات التعريفات أن أخلص إلي فهم هذه الصفة الخاصة بأصوات اللغة ، وعلاقتها بموضوعنا (الفونيمات الفوق تركيبية في سورة الواقعة) ، حيث ننظر إلي المقطع كمجموعة من الأصوات التي تمثل قاعدتين تحصران بينهما قمة، وذلك في إطار تعريف المقطع من حيث النطق أي ( اتجاه نطقي).
وقد عرفه بعض العلماء من الناحية الفسيولوجية علي أنه نبضة صدرية، أو وحدة منفردة لتحريك هواء الرئتين : لا تضمن أكثر من قمة كلامية ، أو قمة تموج مستمر من التوتر في الجهاز العضلي النطقي ، أو نفخة هواء من الصدر (2).
ويشرح د. عبد الرحمن أيوب كيف تتم عملية إنتاج المقطع قائلاً (يعتمد تقسيم الحدث اللغوي إلي مقاطع علي عدد ما يتضمن من دفعات هوائية تنتج بتأثير ضغط الحجاب الحاجز علي الرئتين،والمعروف أن إنتاج الأصوات عملية تبدأ بإخراج الهواء من الرئتين ، واعتراض أعضاء النطق المختلفة طريق الهواء ، وليس إخراج الهواء عملية عضوية تستمر قوتها دون اختلاف ، بل إن ضغط الهواء يتفاوت من جزء من أجزاء الحدث اللغوي إلي جزء آخر (3) .
ويلاحظ في أثناء الكلام أن الضلوع السفلي من القفص الصدري يتم رفعها وتثبيتها في وضع الرفع عند الزفير، علي حين تتولي عضلات البطن ضغط الهواء ، وهكذا يتوتر النشاط في تجويف الصدر ، فيزيد ذلك من توتر الحجاب الحاجز الذي يقوم بمقاومة نشاط عضلات البطن ، وبذلك يتم التحكم في عملية الزفير بواسطة التوازن بين هاتين القوتين ... وفي إنتاجية الكلام، فيتخذ تيار الزفير صورة دفعات ذات طبيعة إيقاعية تتفاوت قوة وضعفاً ، وترتبط هذه الدفعات بحدوث خفقات صدرية يتم علي أساسها انتظام أصوات الكلام في مجموعة نفسية (4) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- مبادىء علم الأصوات العام 112 .
2.H,stetson Buse of phonogy , p , 52
3- أصوات اللغة د . عبد الرحمن أيوب مطبعة الكيلاني القاهرة 19866 صــ 141.
4- دراسة السمع والكلام د. سعد مصلوح ، عالم الكتب القاهرة سنة 2000م صــ 228.
وهذه الخفقات جعلت ستيتسون STETSON يرجع أن كل خفقة صدرية ترتبط بمقطع من مقاطع الكلام ، فقد قاس نشاط عضلات التنفس ، وقد لاحظ وجود علاقة بين المقاطع وبين تشنج العضلات التنفسية ، وكذلك قارن منحنيات هذه التنوعات العضلية مع منحني التوتر المسموع . (1)
ويعلق د. سعد مصلوح علي فرضية ستيتسون بقوله :
1- إن الفرض الذي يبدو معقولا- وإن لم يكن كافيا بنفسه لتفسير الأساس النطقي للمقطع تفسيرا شاملا ومقنعا - يربط بين الخفقات الصدرية وتقسيم تيار الكلام إلي مقاطع .
2- إن الخفقات الصدرية تتفاوت قوة وضعفا، وينشأ عن ذلك التفاوت المقاطع في قوتها النسبية ، ببروز بعضها علي حساب بعض ، وهو ما يسمي بالنبر (2).
وفي ضوء تلك المعطيات الصوتية يمكن أن نقول : إن هذا الاقتران بين الخفقات الصدرية التنفسية والمقاطع الصدرية يجعل الكلام الذي يخرج علي وتيرة واحدة، وفي صورة مقاطع متماثلة في أواخر فصلاته ،يتم بحركة ثابتة متكررة متماثلة في الصدر، والحجاب الحاجز ،وهذا ما يؤدي إلي الانسجام الصوتي الناتج عن السير علي وتيرة واحدة في المقاطع .
وكذلك فإن ثبات حركة القفص الصدري والحجاب الحاجز علي حركة واحدة متماثلة يؤدي إلي ما يعرف بالسهولة والتيسير الناتج عن هذا التماثل في حركة أجزاء الجهاز الصوتي السابقة ، حيث ترتاح عضلات الصدر بتكرار حركات متماثلة ، وكذلك عضلات السمع التي تستقبل الترددات الصوتية نفسها المتماثلة والمتوقعة أحيانا ، حيث يؤدي ذلك التماثل إلي توقع السامع للكلمة القادمة نتيجة لذلك التماثل في حركة القفص الصدري ،والخفقات الصادرة منه في شكل مقاطع متشابهة مرتبطة بكلمات متشابهة تكونت من تلك المقاطع ،وهذا الأمر يحدث بكثرة في :
أولاً : في الشعر :
(1) تأتي الأبيات علي أوزان بحور ثابتة تشكل مقاطع متقاربة ، وتنتهي بقافية تلتزم – في الغالب – بنهايات مقطعية متشابهة في كل بيت مما يؤدي إلي إيجاد تجانس صوتي ونغم متكرر في كل بيت ، فلا يكون هذا النغم صادراً فقط عن حرف الروي ، بل من الالتزام المقطعي المتكرر مع نهاية كل بيت (التشابه المقطعي في داخل كل بيت) نتيجة الالتزام بوزن بحر واحد، وما به من تفعيلات ثابتة متكررة ،مما يؤدي إلي حركة واحدة ثابتة في القفص الصدري والحجاب الحاجز، وعدد محدد متكرر من الخفقات نتيجة ارتباطها بالمقاطع المتكررة والثابتة في كل بيت .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- علم الأصوات برتيل صــ 162. 2 ـ دراسة السمع والكلام صــ 229.
يؤدي ذلك إلي القافية المتوقعة، حيث نتوقع أن تأتي كلمة معينة سوف نسمعها في نهاية هذا البيت نتيجة للربط بين معاني القصيدة وإيقاعها بمقاطعها المختلفة في الأبيات التي سبقت هذا البيت .
ولذا إذا قلنا: لماذا نشعر براحة نفسية عند سماع قصيدة جيدة ؟ نقول : إن هذه الراحة تأتي من التناسق والترابط بين الصوت والمعني ، فكل من الانسجام الصوتي والنغم المنتظم والمتكرر والمعني الجيد يجعل الأذن تشعر بتلك الراحة التي تنتقل إلي النفس ، ولهذا نري الميل اللاشعوري إلي ذلك النوع من الكلام (الشعر)، حيث يقول الشاعر ما في نفسي من المعاني ولكن بطريقة لا أقدر عليها .
والمتكلم بهذا الكلام (سواء اً كان شاعرا أم راوياً ) يشعر بهذه الراحة النفسية بعد إلقاء القصيدة ، فهما إلي جانب استحضار المعني الجيد يغلب عليهما النغم المتكرر المتناسق، والانسجام الصوتي الناتج عن تكرار حركة واحدة متناسقة للقفص الصدري والحجاب الحاجز ، وخروج خفقات متماثلة متكررة في مقاطع متشابهة .
ثانياُ في غير الشعر:
يحدث هذا في الخطب والمقالات الأدبية والأمثال والعبارات الإتباعية كما في (حاريار - لا يملك حلوبة ولا ركوبة) حيث تتفق المقاطع الأخيرة في الكلمات لتحقق النغم الإتباعي ( حلوبة ركوبة ) وغيرها من العبارات الإتباعية وكذلك في الأمثال نماذج كثيرة .
أما في القرآن الكريم فالأمر يختلف ، حيث نجد عناصر كثيرة تحقق الانسجام الصوتي والتجانس الذي نشعر به ولا نعرف مصدره ، ومنها عنصر المقاطع . يقول د.عبد الصبور شاهين في تعريف المقطع أنه ( تأليف صوتي بسيط تتكون منه واحدا أو أكثر من كلمات اللغة متفق مع إيقاع التنفس الطبيعي ، مع نظام اللغة في صوغ مفرداتها وهو تعريف مضينا إليه في كتابنا عن القراءات القرآنية (1) . فنجده يربط بين المقطع وإيقاع التنفس الطبيعي ، وقد تحقق له هذا من خلال الدراسة الصوتية للقراءات القرآنية . وهذا ما سنوضحه من خلال الدراسة المقطعية لسورة الواقعة.
وهناك تعريفات أخري للمقطع روعيت فيها جوانب أخري لهذا الحدث الصوتي ، كالجانب الوظيفي ، حيث عرفه دي سوسير ( بأنه الوحدة الأساسية التي يؤدي الفونيم وظيفة داخلها ) . وهو اتجاه فونولجي يري أنه عبارة عن الوحدة التي يمكن أن تشمل درجة واحدة من النبر، أو وقفة واحدة كما في كثير من اللغات (2) . وهنا تبدو النظرة واضحة إلي المقطع كوحدة صوتية تصدر من الجهاز الصوتي بخصائص صوتية مختلفة من لغة إلي أخري .
أنواع المقاطع في اللغة العربية
1- مقطع قصير مفتوح : وهو ما تكون من صامت وحركة قصيرة (ك).
2- مقطع طويل مفتوح ، وهو ما تكون من صامت وحركة طويلة (في).
3- مقطع طويل مغلق حركته قصيرة ، ويتكون من صامتين بينهما حركة قصيرة ( من) .
4- مقطع طويل مغلق حركته طويلة ، ويتكون من صامتين بينهما حركة طويلة (باب).
5- مقطع زائد في الطول ، ويتكون من صامتين متتاليين في الوقف ( بيت)(3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- علم الأصوات برتيل صــ 164.
2- الدراسات الصوتية عند العلماء العرب د.حسام البهنساوي . مكتبة زهراء الشرق القاهرة2005 ص 210
3 ـ التطور اللغوي ، د. رمضان عبد التواب ، مكتبةالخانجي .ط2 القاهرة ، 1995 . صــ 96.
من خصائص المقطع في العربية :
1- النوعان الرابع والخامس من المقاطع نادرة الشيوع في اللغة العربية ،ولا يكونان في الشعر بل في النثر ، والرابع لا يجوز إلا في آخر الكلمات في حالة الوقف عليها أوفي وسطها بشرط أن يكون المقطع التالي له ، مبتدئا بصامت يماثل الصامت الذي ختم به المقطع السابق ، وهو ما يعرف بالتقاء ساكنين ، وهو أن يكون الأول حرف لين والثاني دغما في مثله نحو ضالّين وشابّة ومد هامتان ، فإذا نشأ هذا المقطع اشتقاقياً في غير هاتين الحالتين حولته اللغة إلي مقطع من النوع الثالث مثل( يقوم) التي تصبح عند الجزم "لم يقم" . وكان الأصل فيها لم يقوم .(1)
2- يبتعد النظام المقطعي في العربية عن توالي أربعة مقاطع من النوع الأول ، وهذا هو السر في تغيير نظام المقاطع في الفعل الماضي الثلاثي المتصل بضمير الرفع المتحرك إلي مقطعين من النوع الأول بينهما مقطع من النوع الثالث مثل ضربت بدلاً من توالي أربعة مقاطع من النوع الأول كما في ضربت .
3- أقل ما تتركب منه الكلمة العربية ، هو مقطع واحد ، وأكثر ما تتكون منه الكلمات العربية هو سبعة مقاطع .
4- لا بد أن يبدأ بصامت ولا يمكن أن تبدأ الكلمة العربية بحركة.
5- أنه لا يجوز أن تبدأ الكلمة العربية بصامتين.
النبر
(هو عبارة عن البروز الذي يعطي لمقطع واحد داخل ما تشكل الوحدة البروزية التي تتطابق في معظم اللغات وهي ما تسمي الكلمة (2).
وهو عند د. إبراهيم أنيس عبارة عن نشاط في جميع أعضاء النطق في وقت واحد ، حيث تنشط عضلات الرئتين عند النطق بمقطع منبور نشاطا كبيراً ، كما تقوي حركات الوترين الصوتيين ويقتربان أحدهما من الآخر ليسمحا بتسرب أقل مقدار من الهواء ، فتعظم لذلك سعة الذبذبات ويترتب عليه أن يصبح الصوت عاليا واضحا في السمع ، هذا في حالة الأصوات المجهورة ، أما في حالة الأصوات المهموسة فيبتعد الوتران الصوتيان أحدهما عن الآخر أكثر من ابتعادهما من الصوت المهموس غير المنبور ، وبذلك يتسرب مقدار أكبر من الهواء ، كما نلاحظ أيضا مع الصوت المنبور نشاطا في أعضاء النطق الأخرى ، كأقصى الحنك واللسان والشفتين (3) .
إن النبر علي ذلك يقتضي طاقة زائدة أو جهدا عضليا إضافيا علي المقطع المنبور ، وهنا يبدو الاقتران بين النبر والمقطع، فلا نبر بدون مقطع ينشأ عليه ، وهذا مما جعلني أقدم دراسة المقطع علي دراسة النبر ، حيث المقطع هو الأساس الذي يتكون عليه النبر، فلا بد أن نفهم المقطع أولا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


1 ـ التطور اللغوي ، د. رمضان عبد التواب الخانجي .ط2 القاهرة ، 1995 . صــ 96 100 : 2 A.martient Elementes of general Linguisties , P ,
3- الأصوات اللغوية صــ 169
يقول د. تمام حسان مؤكداً قيمة سبق دراسة المقطع علي دراسة النبر ( الآن نبدأ في شرح نظام النبر الذي لا يمكن شرحه إلا بمعونة البنية المقطعية في نظام الصرف من جهة، وفي الكلام العربي من جهه ....ويحسن في دراسة نبر الأبنية علي نظام الصيغ، وأن نعدل عن ذلك إلي بنائه علي ترتيب المقاطع في الصيغ لأن عدد المقاطع ـ وهي ستة ـ أقل بكثير جدا من عدد الصيغ الصرفية ، فيؤدي استعمال المقاطع في تحديد قواعد النبر إلي أن يكون عدد القواعد قليلا، وأن يكون الكلام فيها مختصراً ( 1).
ويؤكد هذا قول جونز ( إن المقطع المنبور بقوة ، ينطقه المتكلم بجهد أعظم من المقاطع المجاورة له في الكلام أو الجملة ، فالنبر إذن نشاط ذاتي للمتكلم ينتج عنه نوع من البروز لأحد الأصوات أو المقاطع بالنسبة لما يحيط به (2)، وهذه العبارة الأخيرة لجونز (هو نشاط ذاتي للمتكلم ) توضح مدي ارتباط النبر بالمتكلم وليس باللغة "كفونيم فوق تركيبي" حيث يتحكم النشاط الذاتي للمتكلم في النبر، وليست قواعد اللغة ، وهذا النشاط الذاتي للمتكلم يرتبط بالطبيعة المزاجية للمتكلم، ومن هنا يأتي الاختلاف في موضع النبر في كثير من الكلمات ، حيث ينبرها المتكلم أو لا ينبرها متأثراً بتلك الحالة المزاجية له في لحظة النطق بالكلمة نتيجة لانفعال ما أو لطبيعة الشخص نفسه أو للعادة الكلامية لجماعته اللغوية.
الأثر السمعي للنبر :
ومن خلال تعريف النبر يصل د. تمام حسان إلي الأثر السمعي للنبر قائلا : والنبر بحكم التعريف ازدياد وضوح جزء من أجزاء الكلمة في السمع عن بقية ما حوله من أجزائها ، ومادام النبر بحسب هذا التعريف وضوحاً سمعيا ، فإن نسبته إلي الكلمات والصيغ خارج السياق نسبة إلي نظام الصرف اقتضاها التحليل ، حيث لا يمكن ادعاء وضوح سمعي في كلمات وصيغ صامتة ، ومرجع هذا الوضوح السمعي إلي عنصرين يرتبط أحدهما بظاهرة علو الصوت وانخفاضه ، وهي ترتبط بدورها بحركة الحجاب الحاجز في ضغطه علي الرئتين ليفرغ ما فيهما من هواء، فيؤدي زيادة كمية الهواء إلي ارتفاع مدي ذبذبة الأوتار الصوتية ، فيكون من ذلك علو الصوت ، ويرتبط العنصر الآخر بتوتر التماس بين أعضاء النطق في مخرج الصوت؛ وبعبارة أخري يأتي النبر من التوتر والعلو في الصوت اللذين يتصف بهما موقع معين من مواقع الكلام (3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- اللغة العربية معناها ومبناها صــ 170.
-D;JONES The phoneme,Its Nature and use,p.134, 2
3- اللغة العربية معناها ومبناها ، صــ 171.









وظائف النبر :
تختلف اللغات في استخدام النبر في التفريق بين المعاني ، ومن ثم فالنبر ليس فونيماً في كل اللغات التي تستخدمه ، وتسمي تلك اللغات باللغات النبرية، وتتميز اللغات النبرية بأنها ثبت في مكان معين علي المقطع الأول أو الأخير ، أما اللغات التي تستخدم النبر كفونيم ، فيكون موضع النبر فيها حراً، ويستخدم حينئذ للتفريق بين المعاني، أو الصيغ عن طريق تغيير مكانه ، ويستخدم النبر أيضا في وظيفة تشترك فيها كل اللغات النبرية وغير النبرية ، وهي الدلالة علي معان إضافية ، كالتأكيد ويسمي حينئذ Emphatic أو الانفعالية ، ويسمي حينئذ Emotional Stress وهذا النوع الأخير هو ما أشرت إليه عند تعريف النبر : بأنه نشاط ذاتي للمتكلم تتحكم فيه طبيعة هذا الشخص، وما هو فيه لحظة كلامه من حالة مزاجية انفعالية تظهر وظائف النبر في كلامه .
وإلي جانب ذلك يري أندرية مارتينية أن للنبر وظيفة تباينية ، أي أنه يساعد الكلمة أو الوحدة المنبورة بأن تتباين مع الوحدات الأخرى ، من النوع ذاته الموجودة في الكلام ، وذلك فإنه يوجد في اللغة الواحدة نبر واحد وليس نبران ، وإذا وقع النبر في احدي اللغات – دائما- علي المقطع الأخير منها ، كان التباين كاملا كأن الكلمة في هذه الحالة مختلفة اختلافا بينا وواضحا عما سبقها أوما يتلوها . (1) . ومثل هذا النوع من اللغات يتضح من خلال النبر الرتم الذي تسير عليه تلك اللغات وتميزها عن غيرها فتحديد النبر في آخر مقطع في الكلمة والثبات عليه ، وهو رتم خاص بهذه اللغة وصفة مميزة لها .
بل إن أندرية يميل إلي إعطاء النبر قيمة تمييزية حتي في حالة اللغات التي لا يتم فيها تحديد موضع النبر ، حيث لا يعرف المرء فيها مكاناً ثابتاً للنبر ، وأي المقاطع ينبغي نبره حيث يقدم أمثلة من اللغات الأسبانية والإنجليزية تبين من خلالها وظيفة النبر التمييزية ، وأنها الوظيفة الأساسية للنبر في جميع اللغات التي يؤدي فيها النبر وظيفة لغوية وأنه ليس للنبر وظيفة تقابلية ، لكنه يذكر أن هذه الوظيفة التميييزية ( التباينية) قد تطمس بعض الشيء في اللغات التي لا يمكن فيها تعيين موضع النبر مسبقاً ؛ لأن السامع يتعرف علي الكلمة أولا بالنظر إلي القمة التي يرسمها النبر (2).
وهذه القمة التي يرسمها النبر والتي تمكن السامع من التعرف علي الكلمة تبين القيمة الصوتية اللغوية لهذا النبر من خلال ما يصنع من قمم وأودية يتبين من خلال المقابلة بينها نوع هذه الكلمة المنطوقة والتعرف عليها ، ويؤكد هذه الوظيفة التمايزية للنبر د. تمام حسان بقوله : ومن هنا يكون النبر علي مستوي الصيغة والكلمة ذا وظيفة صرفية ،هي تقديم القيم الخلافية التي تفرق مع الكمية بين معني صرفي ومعني صرفي آخر ، ويمكن بواسطتها مثلا أن نفرق بين طوائف من الصيغ مثل ( فعل – فعَل- فاعل – فعيل ) حيث يفرق بين الكلمات الأربع بالكمية وبين الثلاث الأولي وبين الرابعة بالنبر، فيقع النبر في الكلمات الثلاث الأولي علي المقطع الأول وفي الرابعة علي الثاني (3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ مباديء اللسانيات العامة صــ86 لأندرية مارتينية ت د .أحمد الحمو ،دمشق 1985.
2ـ مباديء اللسانيات العامة صــ 86 . 3ـ اللغة العربية معناها ومبناها 171.
أنواع النبر:
هناك نوعان من النبر هما :
1-النبر الرئيس (الأولي) . 2-النبر الثانوي .
والأولي أو الرئيس " يكون في الكلمات والصيغ جميعا لا يخلو منه واحدة منها، النبر الثانوي، وهو يكون في الكلمة، أو الصيغة الطويلة نسبيا بحيث يمكن لهذه الكلمة أن تبدو للأذن كما لو كانت كلمتين ،أو بعبارة أكثر دقة عندما تشتمل الكلمة علي عدد من المقاطع يمكن أن يتكون منه وزن الكلمتين العربتين ، فكلمة (مستحيل) مثلا يمكن في مقاطعها أن نكون وزن كلمتين عربيتين هما (بعد- ميل) ومن ثم تشتمل علي نبر أولي علي المقطع الأخير ، ونبر ثانوي علي المقطع الأول منها ،ويبقي المقطع الأوسط ، وهو ما يقابل الدال المفتوحة دون نبر (1).
موضع النبر وقواعده في اللغة العربية:
يري د.تمام حسان أن للنبر في اللغة العربية قواعد مطردة ،بل إن اطرادها ربما كان أثبت من اطراد قواعد النحو(1)ويري أن هناك نوعين من النبر هما :
1- نبر القاعدة أو نبر النظام الصرفي الذي نسبناه إلي الصيغة الصرفية المفردة، والكلمة التي علي مثال هذه الصيغة ،وهذا النبر يسمي نبر الاستعمال أو نبر الكلام والجمل المنطوقة ،ولهذا النبر أثر سمعي يرجع إلي أسباب عضوية محددة(2). وهذا النوع الثاني هو ما يمكن ملاحظته في الكلام المتصل، وخصوصا عند قراءة القرآن ، حتي إن د.ابراهيم أنيس عندما أراد تحديد موضع النبر في اللغة العربية لجأ للقراء المشهورين لهذا السبب ، ثم حدد موضع النبر علي أساس ذلك ، بقوله (ليس لدينا من دليل يهدينا إلي موضع النبر في اللغة العربية كما كان ينطق بها في العصور الإسلامية ، ...أما كما ينطق بها القراء الآن في مصر ، فلها قانون تخضع له ولا تكاد تشذ عنه ، ويمكن أن يلخص بأنه لمعرفة موضع النبر من الكلمة العربية ،نبدأ أولا بالنظر للمقطع الأخير:
أ- فإذا وجدناه من النوع الرابع أو الخامس ، فهو إذن المقطع الهام الذي يحمل النبر، ولا يكون هذا إلا في الوقف ، فالنبر في الكلمة العربية لا يكون علي المقطع الأخير إلا في حالة الوقف ،وحين يكون المقطع الأخير من النوع الرابع أو الخامس000 ففي الوقف علي (نستعين) في قوله تعالي ( إياك نعبد وإياك نستعين ) أو علي المستقر في قوله تعالي (إلي ربك يومئذ المستقر ) نجد النبر علي المقطعين (عين) و( قر ) .
ب- أما إذا كانت الكلمة غير منتهية بهذين النوعين من المقاطع ، كان النبر علي المقطع الذي قبل الأخير بشرط ألا يكون هذا المقطع من النوع الأول ، ومسبوقا بمثله من النوع الأول أيضا ... مثل استفهم أو ينادي أو قاتل أو يكتب ، ففي المثالين الأخير رغم أن المقطع الذي قبل الأخير من النوع الأول لم يسبق بمقطع مثله من النوع الأول .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- اللغة العربية معناها ومبناها 172.
2- اللغة العربية معناها ومبناها 172 .
ج- أما في الفعل الماضي الثلاثي مثل كتب وفرح ,وصعب ، فالنبر يكون علي المقطع الثالث حين تعد المقاطع من آخر الكلمة أي علي ( ك – ف- ص ) ... فجد النبر علي المقطع الثالث حين نعد من آخر الكلمة .
د- وهناك موضع رابع للنبر العربي، وإن كان نادراً، وهو حين تكون المقاطع الثلاثة التي قبل الأخير في الكلمة من النوع الأول مثل ( بلحة – عربة – حركة ) ففي هذه الحالة يكون النبر علي المقطع الرابع حين نعد مقاطع الكلمة من الآخر أي علي ( ب – ع – ح ) ( 1).
ويضيف د.عبد الصبور شاهين ملاحظة قيمة علي طبيعة النبر في اختياره للمقطع حين يفضل المقطع الأخير حين يكون من النوع الرابع و الخامس والسادس ، حيث يختار هذا المقطع ليرتكز عليه ، فإن النبر يرتكز علي مساحة هذه المجموعة في الوقف أصلاً ؛لأن المقطع المنبور يمثل قمة في المجموعة ، علي حين يمثل بقية المقاطع الواقعة بعده القاعدة التي تحمل القمة ، بل إن النبر يتركز أساساً علي الحركة التي هي (نواة) في المقطع حين ينفرد بالنبر آخر الكلمة ، فإذا تحملت الحركة النبر بقي من عناصر المقطع ما يكفي لاستيفاء حق الوقف اعتمادا عليه ، وحين يتكرر المقطع المديد في الكلمة استثناء مثل (الضالين)، فإن الكلمة تتحمل نبرين متتابعين علي المقطعين المديدين : ضال / لين ، وهو أمر يظهر لدي قراء القرآن فيما يسمونه بالمد اللازم المثقل .

وكذلك إذا ما وقفنا علي مقطع من النوع السادس ( المتمادي) (التقاص) فإن مساحته البنيوية تسمح للنبر أن يتم علي الحركة (النواة) قبل أن يتلاشي الصوت في الوقف ، اعتمادا علي بقية المقطع ، بل إن هذا هو شأن هذا المقطع في حالة الوصل أيضاً ،لكنه يتحول إلي مقطع مديد من النوع الرابع متبوع بمقطع قصير(2).
وهذا ما لاحظته في نهاية أغلب آيات سورة الواقعة من وجود مقطع مديد في نهاية كل آية يتيح للنبر أن يوجد عليه فيحدث نغما خاصا به يتكرر مع نهاية كل آية كما سنري ، وهذا ما لاحظه بروكلمان عندما قال ( في اللغة العربية القديمة ، يدخل نوع من النبر تغلب عليه الموسيقية ، ويتوقف علي كمية المقطع ، فإنه يسير من مؤخرة الكلمة نحو مقدمتها ، حتي يقابل مقطعا طويلا فيقف عنده ، فإن لم يكن في الكلمة مقطع طويل فإن النبر يقع علي المقطع الأول منها). (3)وكأن النبر يبحث عن ركيزة ينطلق منها كما ذكر د. عبد الصبور شاهين وهي في الآيات تكون في نهاية الفاصلة (غالبا) لتكون مع الفاصلة التالية لها نغما موسيقيا متناسقا متكررا مع نهاية كل آية .
إذن نحن في حاجة لمعرفة موضع النبر في الآيات لتتبين من خلاله التناسق الحادث بين نهاية الآيات‘ وما يكونه من نغم صوتي نحسه، ولا نعرف مصدره .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الأصوات اللغوية 140.
2علم الأصوات 203.
3فقه اللغات السامية بروكلمان ، ترجمة د.رمضان عبد التواب . مطبوعات جامعة الرياض سنة 1977.
العلاقة بين النبر والمقطع
إن ثمرة العلاقة بين النبر والمقطع هي أساس تكوين الإيقاع ، فالمدخل إلي دراسة الإيقاع لا يكون إلا من خلال معرفة المقاطع اللغوية العربية المختلفة الكميات ،وما يتصل بذلك من قواعد النثر في الكلام ، ويقول د. تمام حسان ( إن النبر في السياق ربما يختلف عن النبر في
الأفراد فتحكمه مطالب أخري هي مطالب الإيقاع في السياق المتصل ) ( 1 )
فالإيقاع في حقيقة أمره يتكون من التناسق الحادث بين مقاطع الكلمات، والنبر المتنوع المصاحب لهذه المقاطع ، ولهذا عند البحث عن سر إيقاع عبارة أو سياق محدد لابد من معرفة مقاطع هذا السياق، ومواضع النبر فيه (فإذا تأملنا النص المتصل السياق لاحظنا أنه يشتمل علي كلمات تختلف طولا وقصرا بين أن تكون علي حرف واحد كباء الجر ولامه ، وبين أن يكون علي عدد أكبر ، حتي إن الكلمة قد تكون فعلا من ستة أحرف أو سبعة أحرف أسند إلي ضمير متصل زاد علي حروفه نحو يستخرجون ويستغفرون ، فإذا عطف هذا الفعل كما في (فسيكفيكهم )... إذا تحف باللفظ عناصر الزيادة ... فإذا علمنا أن هذه العناصر التركيبية الجامدة ... قد تقل حروفها حتي لا تصلح للإفراد ، أدركنا أنها قلما يصدق عليها ما تقدم إيضاحه من نبر الكلمة المفردة ، ولكنها مع ذلك جزء من السياق لا يمكن تجاهله في الاستعمال ، أي عند الأداء الفعلي للكلام، وهكذا نجد تدخل هذه العناصر في مجري السياق يفرض علي السياق توزيعا جديدا للنبر يقسم أصوات السياق إلي دفعات ، كل دفعة منها بوزن كلمة عربية حتي إن امتدت هذه الدفعة علي نهاية الكلمة وبداية ما بعدها ، فمزجت نهاية السابقة، وبداية اللاحقة في خفقة واحدة من خفقات النفس عند التكلم . إن توالي هذه الدفعات أو الخفقات غير المرتبطة بحدود الكلمات المفردة بدءا ونهاية هو ما نعرفه بالإيقاع في الكلام ) (2). إذن هذا الإيقاع يتكون من تغيير نسق المقاطع وتنوع النبر في السياق مما ينتج عنه هذا الإيقاع الخاص بهذا السياق .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- البيان في روائع القرآن 266. 2- المرجع السابق262.
البــــــاب الـــــثاني المـــقــطــع والــنبر في سورة الواقــعـة
الفـــــــــــــــصل الأول الإيقاع بين المقطع والنبر
الفصل الثاني
دراسة المقطع والنبر في سورة الواقعة
الفـــــــــــــــصل الأول
الإيقاع بين المقطع والنبر
يمثل المقطع والنبر عنصرين أساسين من عناصر الفونيمات فوق التركيبية ، ولهذا اخترتهما ليكونا موضوع الدراسة للفونيمات فوق التركيبية في سورة الواقعة , وسورة الواقعة مكية ‘ قاله ابن عطية بإجماع من يعتد به من المفسرين ‘ وقال القرطبي عن قتادة وابن عباس باستثناء قولة تعالي ( وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون )نزلت بالمدينة (1) وقد ذكر د. عبد الصبور شاهين أن "أهم النصوص النثرية التي تحقق فيها عنصر الإيقاع سور القرآن الكريم المكية ذات الآيات القصار المتساوية في التكوين حيث يقول : غير أن الشعر لا ينفرد بالاعتماد علي عنصر الإيقاع ، فهناك أنواع من النثر تعتمد عليه كذلك ،ولا سيما النثر الخطابي الذي يستخدم اللغة الانفعالية ... فالإيقاع عنصر يختص بالجمل ‘ ولا يتركز علي مقطع أو مجموعة معينة ، علي حين أن النبر يختص بالكلمة ،أي مجموعة الأصواتية، ويتركز علي مقطع بذاته منها ‘ طبقا لنظام خاص بكل لغة علي حدة (2).
ثم يذكر مثالا علي السور المكية من أول سورة الرحمن، وذكر بعده ( تجد أن تساوي التكوين في الآيات قد أبرز عنصر الإيقاع إبرازا مدهشا ،وهو أمر أساسي في بناء القرآن المكي في الغالب ). وهذا القول جعلنا نتدبر آيات سورة الواقعة ،وهي التي تلي سورة الرحمن وهي مكية أيضا ؛ لنري ما فيها من الإيقاع الصوتي المتميز، الذي تعاون في تكوينه كل من النبر والمقطع ‘وعناصر صوتية أخري سوف نذكرها بعد الحديث عن النبر والمقطع .
الإيقاع القرآني :
قبل أن ننطلق مع بعض عناصر الإيقاع في القرآن في النبر والمقطع لابد أن نفهم فكرة الإيقاع أكثر؛ لأن هذه الآيات المحكمات تجمعت فيها عناصر الإيقاع، فكونت نغما خاصا بها جذب القلوب إليها بدون أن نعرف سره .
إن الإيقاع في القرآن ليس نتيجة اتحاد كميات الكلمات، مما يؤدي إلي تشابه بينهم ليؤدي إلي وقوع النبر فيها علي صورة واحدة ،فيجئ الإيقاع متساوي المسافات رتيبا مملا , يقول د.تمام ( ولكن اختلاف الكلمات طولا وقصرا وتجردا وزيادة واتصالا و انفصالا حال دون هذه الرتابة وذلك الملل وجعل للغة إيقاعا لا مجرد وقع ، ولكن الإيقاع المقصود هو إيقاع في نطاق التوازن ، لا في نطاق الوزن ، فالوزن في العربية للشعر، والتوازن في الإيقاع للنثر ،والذي في القرآن إيقاع متوازن لا موزون.
"إن الوزن والتوازن كليهما من صور الإيقاع ،وهما أيضا من القيم الصوتية التي تصلح أن تكون مجالا للفن والجمال ... أما التوازن فيكفي أن تنصت إلي صوت قارئ مجيد يرتل القرآن الكريم ...وستري عندئذ أن ما في القرآن من جمال الوازن قد يجاوز أحيانا جمال الوزن ،وانظر كذلك إلي الكثير من أساليب الترتيل ـ وبخاصة ما بني منها علي قصار الجمل ـ وسوف تري لها جاذبية خاصة تجذب إليها انتباهك، وتمنح أذنك من المتعة ونفسك من الارتياح مالا تجده في بعض الشعر والغناء 0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ التحوير والتنوير مجلد 11 ج 27 ص 279 الطاهر بن عاشور 0 دار سحنون للنشر تونس 1997.
2 ـ علم الأصوات ص200 .
وكلما تقاربت أعداد المقاطع بين النبرين أو انتظم اختلاف بعضها عن بعض حسن إيقاعها والعكس صحيح ‘ بمعني أن هذه الكلمات بين نبر وآخر إذا تباينت ‘ولم تتقارب أحس السامع كأن المتكلم يتعثر في مشيته ،بل إن المتكلم نفسه لا بد أن يحس هذا الإحساس 0 أما هذا التقارب وذاك الانتظام فهو الذي تجده في إيقاع الأسلوب القرآني (1).
ونلاحظ في كل هذا الكلام للدكتور تمام أن الإيقاع القرآني يقوم علي عنصرين أساسين هما :النبر والمقطع ‘ فلو حاولنا فهم الإيقاع الموجود في آيات سورة الواقعة نلاحظ هذين العنصرين (المقطع والنبر ) لبدت لنا صورة الإيقاع في سورة الواقعة أوضح .
الإيقاع والفاصلة :
الفاصلة هي نهاية الآية وتشبه نهاية البيت ( القافية ) ،ولكنْ هناك فروق كثيرة ‘ أولها وأهمها أن القرآن ليس كالشعر، وهذا ما أراد الحق تبارك وتعالي أن يث

تعاليق: 3

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 22 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو سلمى حويمد فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 32 مساهمة في هذا المنتدى في 17 موضوع
الموهوبين بالاسماعيلية
مدرسة الموهوبين رياضياً بالاسماعيلية ترحب بكل عضو جديد داخل منتدى المعداوى للعلوم والتكنولوجيا
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 8 بتاريخ الأحد 10 نوفمبر 2013 - 6:35